الأمة الإسلامية تودع أشهر أعلام القراءة الحجازية وإمام الحرم النبوي الشيخ محمد أيوب
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 367 تاريخ التسجيل : 29/11/2015 العمر : 52
موضوع: الأمة الإسلامية تودع أشهر أعلام القراءة الحجازية وإمام الحرم النبوي الشيخ محمد أيوب الثلاثاء يونيو 21, 2016 3:40 pm
الأمة الإسلامية تودع أشهر أعلام القراءة الحجازية وإمام الحرم النبوي الشيخ محمد أيوب
تعد إمامة الشيخ - رحمه الله - للناس في المسجد النبوي من أهم وأعظم الأعمال التي افتخر بها وأحبها حبا جما
السديس: الأمة الإسلامية فقدت علماً من أعلامها الذين اشتهروا بالإمامة والإقراء وبالتواضع ولين الجانب وحسن الخلق والعلم
مبادرة طيبة من الشيخ مشاري العفاسي الذي سوق لمشروع وقفي للشيخ محمد أيوب في دول البلقان ووجد تفاعلاً كبيراً في الأوساط الإسلامية
فجعت الأمة الإسلامية الأسبوع الماضي بخبر وفاة إمام الحرم النبوي الشيخ محمد أيوب – رحمه الله -؛ حيث وافته المنية فجر يوم السبت 9-7-1437هـ، وصُلي عليه بعد صلاة الظهر، ودفن في بقيع الغرقد، وقد كانت جنازته عظيمة مشهودة -رحمه الله تعالى-؛ فقد عاش في المدينة مع القرآن، وأم بمسجدها، ودفن في بقيعها!
ولا يختلف اثنان أن للشيخ محمد أيوب صوتًا جميلا يخترق قلب كل من سمعه وهو يتلو القرآن الكريم؛ فصوته الشجي أهَّله ليمضي نحو أكثر من عشرين عامًا بين محاريب المساجد في المدينة المنورة، منها سبع سنوات في المسجد النبوي الشريف، كيف لا يكون ذلك؟! فقد عاش القرآن في وجدان الشيخ منذ نعومة أظفاره؛ ففي مقتبل عمره درسه على يد مشايخه الحجازيين كشيخه خليل قارئ وأستاذه زكي داغستاني؛ فيكفيه فخراً أنه صلى بالناس في أول مسجد أسس على التقوى، ويكفيه اعتزازاً أنه أمَّ المصلين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .
لمحة عن حياته
اسمه: محمد أيوب بن محمد يوسف بن سليمان عمر، وُلد في مكة المكرمة عام 1372هـ، وبها نشأ وتلقى تعليمه الأولي ؛ حيث حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ خليل بن عبدالرحمن عام 1385هـ.
حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة تحفيظ القرآن التابعة لوزارة المعارف عام 1386هـ ، ثم انتقل إلى المدينة المنورة ودرس المرحلتين المتوسطة والثانوية في معهد المدينة العلمي، وتخرج فيه عام 1392هـ, ثم التحق بالجامعة الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة عام 1396هـ، ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن، فحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن، وحصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1408هـ.
فضلا عن دراسته في المدارس الحكومية والجامعة، فقد تتلمذ على العديد من المشايخ والعلماء في المدينة، ودرس عليهم التفسير وعلومه، الفقه على المذاهب الأربعة، والحديث وعلومه ومصطلحه، والتفسير وأصول الفقه.ومن شيوخه: عبدالعزيز محمد عثمان، ومحمد سيد طنطاوي، وأكرم ضياء العمري، ومحمد الأمين الشنقيطي، وعبدالمحسن العباد، وعبدالله محمد الغنيمان، وأبو بكر الجزائري، وغيرهم.
أهم الأعمال التي تولاها في حياته
عمل بعد تخرجه في المرحلة الجامعية الأولى معيداً بكلية القرآن من 1397- 1398هـ، وكلف بأمانة امتحانات الكلية لمدة عشر سنوات، وأصبح عضو هيئة التدريس في قسم التفسير منذ حصوله على الدكتوراه، فضلا عن عمله الجامعي فهو عضو في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
تولى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد المدينة، منها: إمام متعاون في المسجد النبوي لصلاتي التراويح والقيام منذ عام 1410هـ حتى عام 1417، وإمام في مسجد قباء لصلاتي التراويح والقيام، وإمام مسجد العنابية من عام 1394- 1403هـ، وإمام مسجد عبدالله الحسيني من 1403هـ مدة 23 سنة.
شارك في عدد من الندوات والدورات والفعاليات، منها: ندوة الشباب في مدينة (كامبيس) في البرازيل مع وفد من الجامعة الإسلامية، ودورات لتعليم اللغة العربية في عدد من الدول الإسلامية: باكستان، تركيا، السنغال، ماليزيا، وإمامة صلاة التراويح في مسجد (برمنجهام) ببريطانيا بتكليف من الجامعة الإسلامية.
رحلته مع القرآن الكريم
حفظ القرآن وعمره 12 سنة على المقرئ السعودي المعروف الشيخ زكي داغستاني في المدرسة الابتدائية عندما كان في مكة المكرمة، وكذلك على الشيخ خليل قارئ، وكلا الشيخين تميزا بالقراءة الحجازية، إلا أنه أخذ عن الأخير التلاوات تلقيناً، فكان يرافق الشيخ أينما رحل.
تعد إمامة الشيخ الراحل للناس في المسجد النبوي من أهم وأعظم الأعمال التي افتخر بها وأحبها حبا جما, ويروي الشيخ محمد أيوب قصة تعيينه في الحرم المدني قائلا: حينما كنت إماماً في مسجد قباء سمع عني الشيخ عبدالعزيز بن صالح أن هناك شيخاً يدعى محمد أيوب يتميز بصوت حسن وأداء مميز؛ فطلب من ابنه أن يحضرني لمجلسه، فحينما وصلت إليه طلب مني الشيخ ابن صالح أن أتلو بعض الآيات، فما أن استمع إلى قراءتي حتى أعجب بها الشيخ والحاضرون، فقال لي: هل تستطيع أن تصلي بالناس في الحرم المدني صلاة التراويح؟ وكان ذلك في أواخر أيام شهر شعبان، فوافقت على ذلك؛ فصدر القرار الحكومي بتعييني إماماً مكلفاً في الحرم المدني.
انقطع الشيخ الراحل عن إمامة المسجد النبوي ١٩ عاما؛ ليعود مرةً أخرى ويصلّي في المسجد النبوي الشريف بتكليف من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في شهر رمضان الماضي ١٤٣٦هـ.
يُعَدُّ الشيخ الراحل أحد أشهر القراء في العالم الإسلامي, ومن أشهر مَن قرأ بالحجازية في محراب المسجد النبوي, وله صوت حسن يستعذبه المصلون والمسلمون عموما , وله تسجيلات قرآنية في الإذاعة والتلفاز، وقد سجل له مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف القرآن كاملا، وسجلت له أيضا القراءة في صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف, وهي تنشر تباعا في الإذاعة.
قالوا عنه
أجمع عدد من العلماء والدعاة على فضل إمام الحرم النبوي الشريف الراحل الشيخ محمد أيوب -رحمه الله- الذي ارتبط اسمه بالقرآن والمسجد النبوي، وقالوا: إن له أثراً كبيراً على شباب الأمة الإسلامية؛ حيث أسر صوته الشجي العذب وتلاوته وأداؤه المتقن في قراءة القرآن الكريم ألباب المسلمين في مختلف بقاع الأرض.
وقال الشيخ عبدالرحمن السديس فيه: قضى الشيخ محمد أيوب عمره في محراب الإمامة في بيوت الله وجزء منها في إمامة المصلين بالمسجد النبوي الشريف، وأضاف أن نبأ وفاة الشيخ محمد أيوب كان له وقع شديد، مع إيماننا بالقضاء والقدر وأن هذا مصيرنا جميعاً، ولكن فقْد هذا المقرئ المؤثر محزن لنا أشد الحزن؛ لأنه بمثابة عالم من علماء الأمة تقي ورع ذو أخلاق رفيعة ومناقب عالية وتواضع جم نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، وأكَّد أن الأمة الإسلامية فقدت بوفاة فضيلة الشيخ محمد أيوب علماً من أعلامها الذين اشتهروا بالإمامة والإقراء وبالتواضع ولين الجانب وحسن الخلق والعلم.
وقال فيه د. محمد الحمود النجدي: رحم الله الشيخ محمد أيوب رحمة واسعة، ورفع في الآخرة درجاته، وجعل القرآن العظيم شفيعا له وقائدا له إلى جنات النعيم وأقر عينه برؤية وجه ربه الكريم، فكم متع أسماعنا بقراءته العطرة الخاشعة وصوته الصادح في المسجد النبوي الشريف وفي ليالي رمضان خاصة، اللهم تقبل منا ومنه صالح الأعمال، واغفر لنا وله جميع الذنوب يا غفور يا رحيم.
وقال فيه د.بسام الشطي: الشيخ محمد أيوب- رحمه الله- زارنا في مسجد عبدالله الحضيري في منطقة الرقة ثلاث مرات وصلى بنا المغرب والعشاء والفجر بصوته الجميل؛ وذلك لأن إمام المسجد وقتها كان خال الشيخ أحمد عباس من السعودية، وكان يجلس مع المصلين ويستمع إلى آرائهم، والشيخ له الفضل بعد الله -عز وجل- في استقبال الشباب الذين يعتكفون في المدينة لحفظ القرآن، وينصح لهم ويشجعهم، وقد أعطى السند لمجموعة كبيرة منهم، وكان يصلي في رمضان بالمسجد النبوي مع الشيخ إبراهيم الأخضر أغلب أيام رمضان، وكان يقنت بالدعاء الخالص لأهل الكويت وتحرير بلادهم وخلفه جموع تؤمن على دعائه، كان -رحمه الله- طيب المعشر وكانت كلماته مليئة الفوائد، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان.
وقال فيه د. عبدالله الشريكة: فقدت الأمة الإسلامية علما من أعلام قرائها الفضلاء الذين كان لهم كبير الأثر في نشر القرآن الكريم بين الناس بأصواتهم العذبة، وأدائهم الجميل المتقن، إنه فضيلة الشيخ محمد أيوب -إمام المسجد النبوي الشريف -رحمه الله برحمته الواسعة.
مبادرة طيبة
من جهته وفي بادرة طيبة رائدة سوق الشيخ مشاري العفاسي لمشروع وقفي للشيخ محمد أيوب في دول البلقان وقد وجد تفاعلاً كبيراً في الأوساط الإسلامية.
الأمة الإسلامية تودع أشهر أعلام القراءة الحجازية وإمام الحرم النبوي الشيخ محمد أيوب
موضوع: الأمة الإسلامية تودع أشهر أعلام القراءة الحجازية وإمام الحرم النبوي الشيخ محمد أيوب 
الثلاثاء يونيو 21, 2016 3:40 pm
